السبت، 22 فبراير 2014
12:28 م

الشام لخير الدين وانلي





الشام

شعر : خير الدين وانلي



الشامُ تلكَ الجنةُ الفيحاءُ فالحسْنُ حيثُ الماءُ والخضراءُ

كانتْ وما زالتْ تَفيضُ نضارةً ومن النضارةِ يَنبُعُ الإغراءُ

هي شامةٌ الدنْيا وكلُّ رُوائِها وهي الشَّذى والروضةُ الغََّناءُ

أهلُ الشامِ دَماثةٌ وطلاقةٌ ودُعابةٌ وبَشاشةٌ غَرّاءُ

ونساؤُها طُهْرٌ يَفيضُ لطافةً ويزينُ طهرَ المرأةِ استحياءُ

الفُلُّ والجوريُّ نَبْتُ حقولِها والياسَمينُ نجومُه آلاءُ

الشامُ بابُ الشرقِ من يفتحْ يَلجْ وهي الهواءُ لأرضِنا والماءُ

من رامَها بالسوءِ يرجعْ خائباً سَلْ من طوتْهم أَرضُها الفيحاءُ

أرضُ الرسالاتِ التي ضاءْت بها سُبْلُ الهُدى وانجابتِ الظلماءُ

أرضُ البطولاتِ التي قد حطّمتْ كلَّ الغزاةِ فما لهم أصداءُ

معراجُ أحمدِنا ومَسْرى نورِه منها العروجُ ونحوَها الإِسراءُ

وعلى رُباها سارَ صَحْبُ (محمدٍ) وكتابُهم بيمينِهم وَضاءُ

منها جيوشُ المسلمينَ تحركتْ (للصينِ ) (للأوراسِ )أنى شاءوا

فالشامُ أضحتْ مركزاً لخلافةٍ أُموِيةٍ فَخَرتْ بها الجوزاءُ

فالأمرُ أمرُ الشامِ في سلمٍ وفي حربٍ وشأَنُ العالمِ الأصغاءُ

الأرضُ طوعُ بنانِها إن أومأَتْ خرَّتْ لعزْةِ حكمِها الأرجاءُ

فمتى تَعودُ لمجدِها وفخارِها فلقدْ بَراها الضعفُ والإعياءُ

حتى غَزاها شَرُّ مَنْ فوق الثَّرى فلهمْ على أبنائِها اسْتعلاءُ

لنْ تصلُحَ الشامُ المشتْتُ شملُها إلا إذا اتْبعَ الهْدى الأبناءُ

فالدين أيقظَها فصارتْ دولةْ وبدونه عصفَتْ بها الأهواءُ

يا ربَّنا رُدَّ الشامَ لدينِها المختارِ وهو مَحَجَّةٌ بيضاءُ

ركناهُ قرآنٌ كريمٌ منزَلٌ للعالَمين وسنَّةٌ عَصماءُ

أنتَ المجيبٌ إلهَنا ورجاءَنا ماخابَ راجٍ راغبٌ دَعّاءُ


0 التعليقات:

إرسال تعليق