بسم الله الرحمن الرحيم
مدح الرسول عليه الصلاة والسلام
أحمد شوقي
وُلد الهدى، فالكائناتُ ضياءُ وفمُ الزّمان تبسُّمٌ وثناءُ
الرُّوحُ والملأُ الملائكُ حَولَهُ للدِّين والدنيا به بُشراءُ
والوحيُ يقطرُ سلسلاً من سلسلٍ واللوحُ والقلمُ البديعُ رُواءُ
يا خير من جاءَ الوجودَ تحية من مُرسلينَ إلى الهدى بك جاؤوا
بيت النبيين الذي لا يلتقي إلا الحنائف فيه والحنفاءُ
خيرُ الأبوةِ حازهم لكَ آدمٌ دونَ الأنامِ واحرزتْ حوَّاءُ
وبدا مًحيَّاك الذي قسماتُه حقّ وغرَّتُه هُدىً وحياءُ
وعليه من نورِ النبوَّةِ رونقٌ ومن الخليل وهديِه سيماءُ
الحقُّ عالي الركن فيه مظفَّر في الملكِ لا يعلو عليه لواءُ
ذُعرت عروشُ الظالمين فزلزلت وعلتْ على تيجانهم أصداءُ
نِعمَ اليتيمُ بدت مخايلُ فضله واليُتمُ رزقٌ بعضُه وذكاءُ
بسوى الأمانة في الصبا والصدقِ لم يعرفه أهلُ الصدقِ والأمناءُ
يا مَنْ له الأخلاقُ ما تهوى العلا منها وما يتعشَّقُ الكبراءُ
زانتك في الخلقِ العظيم شمائلٌ يُغرى بهنَّ ويولعُ الكرماءُ
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواءُ
وإذا عفوت فقادراً ومقدّراً لا يستهين بعفوك الجُهلاءُ
وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرُّحماءُ
وإذا غضبت فإنما هي غضبةٌ في الحقّ لا ضغنٌ ولا بغضاءُ
وإذا رضيت فذاك في مرضاته ورضى الكثير تحلمٌ ورياءُ
وإذا خطبت فللمنابر هزةٌ تعرو النَّديَّ وللقلوب بكاءُ
وإذا قضيت فلا ارتياب كأنّما جاء الخصوم من السماء قضاءُ
وإذا أجرت فأنت بيت الله لم يدخل عليه المستجير عداءُ
وإذا صحبت رأى الوفاء مجسماً في بردك الأصحابُ والخلطاءُ
0 التعليقات:
إرسال تعليق